يحرص المتحمسون للغة العربيّة والعاملون على تطوريها وتنمية طاقاتها على توفير الظروف وتهيئة الشروط المناسبة لها حتى تنخرط بإيجابية في عوالم الحداثة بكل تقنياتها الثقافية والتكنولوجيّة، لتستعيد حضورها التاريخيّ وتضمن وجودها بين لغات العالم المتقدّم. وهذه حماسة لها مايبرّر مشروعيتها باعتبار اللّغة جسرا نحو العلم المعاصر، وبالتالي نحو التقدّم والرقيّ. غير أنّ ثمة عوائق تقف أمام تحقيق هذا الطموح الحضاريّ النبيل، وهي عوائق ليست خارجيّة ولا موضوعيّة، بقدر ما هي عوائق داخليّة نابعة من البيئة التي تعيش فيها اللّفة العربيّة أو تحيط بيها.